[ یادداشت نهم ]
بسم الله الرحمان الرحیم .
قال الإمام الرضا ، علیه السلام : « لیس العبادة کثرة الصلاة و الصوم ! إنما العبادة التفکر فی أمرالله عز و جل . » .
قال سماحة آیةالله الجوادی الآملی فی کتاب علی بن موسی الرضاعلیه السلام و الفلسفة الإلهیة حول هذا الحدیث :
لأن التفکر فی أمر المعبود هو الذی یستتبع العبادة العملیة له . و لیس العمل التابع کالعلم المتبوع ؛ لأنه الأصل و العمل فرعه ، و لأنه الشجرة الطوبی و العبادة البدنیة ثمرها . حیث قال [ الرضا ] علیه السلام : « إن العلم حیاةالقلوب من الجهل ، و ضیاءالأبصار من الظلمة ، و قوةالأبدان من الضعف ، یبلغ بالعبد منازلالأخیار و مجالسالأبرار و الدرجات العلی فی الدنیا و الآخرة . الذِکْر فیه یعدل بالصیام و مدارسته بالقیام ، به یطاع الرب و یعبد ، و به توصل الأرحام ، و به یعرف الحلال من الحرام . العلم أمام العمل ، و العمل تابعه . یلهم به السعداء و یحرمه الأشقیاء . فطوبی لمن لمیحرمه الله منه حظه . » .
و ذالک لأن أصل المرء لُبُّه ، و العلم هو الموجب لأنیصیر الإنسان لبیباً . فأصل الإنسـان هـو العلـم الـذی لابـد و أنیصـل إلیـه ؛ فهـو ( أی العلـم ) کمـا قـالـه علیه السلام « ضالّةالمؤمن » و تلک الضالّة إنما هی فی ریاض الولایة . فعلی المؤمن أنیرتع فیها حتی یجد ضالّته ...
و المراد من العلم البالغ هذا الشأو القاضی هو العلم بالله و أسمائه الحسنی و ملائکته و کتبه و رسله و أنه هو الأول و الآخر و الظاهر و الباطن و أن له الحکم و أن إلیه المصیر . وما خلا ذالک فضل ؛ لأن العلم إنما هو آیة محکمة أو فریضة عادلة أو سنة قائمة ...
ثم إن التفکر فی أمر الله تعالی ... إنما یتمّ بمعرفة آیاته النفسیة و غیرها ، عدا ما للأوحدی من أولیائه الذین یعرفونه تعالی به تعالی و یعرفون غیره به ... حیث قال : « من حاسب نفسه ربح و من غفل عنها خسر ... و أفضل العقل معرفة الإنسان نفسه . » . فالتفکر فی أمرالله بمعرفة آیاته النفسیة أفضل من التفکر فیه بمعرفة غیرها و التعبد بذالک أفضل من التعبد بهذا ...
ثم إن التفکر قدیصحبه الظن و الوهم و قدینتهی إلی ذروةالیقین . و لااعتداد بالظن فی المعارف الإلهیة ؛ لأنه لایغنی من الحق شیئاً ؛ إذ یصاحبه الجهل و هو مانع عن الیقین المعتبر فی العقائد ... [ ص 7 ـ 12 ]
عظم الله أجورنا و أجورکم بمصابنا بمولانا علی بن موسی الرضا علیه السلام
|